%D8%B9%D9%84%D8%A7%D8%AC%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%86%D9%81%20%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%86%D9%81%20%D9%88%D8%AA%D8%B4%D8%AA%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%B9 - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


علاج العنف بالعنف وتشتت المجتمع
فداء - 23\01\2010
بعد قراءتي للأحداث الأخيرة التي تحدث في بلدي، التي لطالما حلمت بان تصبح أفضل بلد في العالم، بدأت أسئلة كثيرة تدور في ذهني. لا أعرف كيف أبدأ وكيف أنتهي، لست ضليعا في الكتابة، ولكن هناك الكثير من الأحداث التي يجب أن أعبر عن رأيي بحدوثها.
أولاً، أبدا بالتساؤل: هل ما تم اتخاذه من قرار بالنسبة لطرد الشباب يصب في مصلحة المجتمع؟ ومن يقرر مصلحة هذا المجتمع، هل قام بالتفكير بعمق كبير مما جعله يأخذ هذا القرار؟ (الحديث ليس عن شخص بل عن المجموعة التي قررت اتخاذ هذا القرار).
لا أعرف ن كنتم تفعلون الصواب، أو ما قد أفكر به هو الصواب، لكن هناك مثل يقول العنف يولد العنف والظلم يولد الظلم.
أتوجه في بادئ الأمر إلى مشايخنا الكرام، وإلى الهيئات الاجتماعية التي قررت هذا القرار، بإعادة النظر ورؤية الأمور من جميع الجوانب، وليس من جانب واحد. فقرارهم متسرع في نفس الوقت متأخر. ليس القرار ذاته بل رؤيتهم لما يحدث في البلد. لكن القرار ذاته متسرع، فهناك حلول تتم بها معالجة الأمور بأكثر عقلانية وتروي. مثلا يجب إيجاد طرق للعقاب أكثر سلمية، منها إجبار الأشخاص الذين يجوز عليهم العقاب على العمل لمصلحة البلد لمدة شهر أو أكثر، حسب الفعل الذي يقوم به الشخص الذي يجوز عليه العقاب، مثل أن يجبر على العمل في تنظيف شوارع البلد، أو أي عمل آخر يصب لمصلحة البلد، وإن لم تنفع الطرق السلمية في الحل نلجأ إلى عقوبات أشد، وبشكل تدريجي، وآخر ما يجب أن نفكر به هو الطرد من المجتمع، وهذا لأنه يخلق الكثير من الفوضى.
لكن يجب تأسيس مؤسسة مختصة لحفظ النظام في البلد، وهي بدورها تقوم بمتابعة عقاب الأشخاص الذين يجوز عليهم العقاب. قد يكون الحل السلمي أكثر نفعا من الحل الانفعالي والمتوتر.

ناتي الى الاسباب التي جعلتنا نصل الى هنا.

هل من أحد سأل نفسه لماذا أصبح هذا المجتمع هكذا؟
توجد عدة عوامل تساعد على انتشار العنف والفوضى في بلدنا.
1 : الأهل. وهم السبب الرئيسي في سوء تربية أولادهم، حيث أن مجتمعنا قد بنا نفسه على المادة، بحكم العيش في ظروف صعبة، حيث يعمل الأهل لوقت طويل ويهملون أولادهم، وبهذه الطريقة لا يجد الولد حنان الأهل واهتمامهم، مما ينشئ لديهم شيء من عدم المسؤولية والفوضى. لو أن الأهل يعطون نصف وقتهم لأبنائهم ويرشدونهم ويعلموهم الصحيح من الخطأ لما كنا وصلنا إلى هنا.

2 : غياب مؤسسة السلطة الوطني. فغياب القانون يخلق الفوضى، وبما أننا نعيش تحت احتلال، لن يأتي المحتل وسلطات الاحتلال لتحل أمورنا، بالعكس ستبحث عن نقاط الضعف في المجتمع وتحاول استغلاله، كي تبقى مهيمنة ومسيطرة. فنحن بأمس الحاجة إلي التفكير بتأسيس سلطة قانون ذاتية، وبشكل منظم، بحيث لا يكون لدولة الاحتلال أي سلطة على مجتمعنا. أي أننا نحل مشاكلنا بأنفسنا. وإنشاء محكمة أو ما هو شبيه بها.

3 : نفتقر في الجولان إلى مؤسسات ترعى الجيل الجديد. فالمؤسسات التعليمية لا تكفي، وما أجده بالمؤسسة التعليمية هو تقصير كبير من قبل المعلمين والمدراء، ولكني أعذرهم، فالأهل غير مهتمين كيف سيهتم المعلم، وخاصة بأن الأهل يقفون إلى جانب أبنائهم على الخطاء. مثلا، أن يذهب الطالب إلى المدرسة مع جهازه الخليوي (البلفون)، لا يستطيع المعلم أن يقول للطاب إغلق جهازك، فيذهب هذا ويشتكي لأهله بان المعلم أهانه، ويقومون بإهانة المعلم، أو تقديم شكوى ضده، أو ما شابه. في جيلنا، أو عندما كنت طالباً، كان الأهل يأخذون ابنهم إلى المدرسة ويلتقون مربي الصف ويقولون له: "اللحمات الك والعظمات النا"، أي بما معناه: "ربيلنا ابنا بالطريقه هلي بتشوفها مناسبه". أنا ضد العنف، ولكن وجوب التربية الصحيحة تستدعي أن يكون الأهل أكثر اهتماما بأبنائهم، لذلك يجب أن تكون هنالك مؤسسات تربوية أخرى تنمي مواهب أبنائنا، حيث يجد أبناؤنا شيءً يفعلونه، وعندها لن يضطروا للخروج إلى الشارع وقضاء وقتهم على أرصفة الشوارع. لو كان لدينا مركز ثقافي يضم مكتبة ويضم دورات تعليمية علميه وثقافية، وكل الأمور التي يحتاجها المجتمع لتنمية قدرات أبنائه، وبدل بناء مكان لصف السيارات وقاعة أفراح يجب بناء مركز ثقافي متكامل مع مسرح ومختبرات الخ...

وقبل أن أنهي كلامي أريد أن أنوه إلى أمر جدا مهم، وهو العنف. العنف هو طاقة أو قدرة، أو يمكننا أن نعتبر بأن هناك هرمونات يفرزها الجسم تولد العنف. فمثلما هناك موهبة في كتابة الشعر أو في الفن أو أي شيء آخر، فهناك أناس يولدون وبداخلهم نشاط وطاقه كبيرة، يحتاجون إلى تفريغها، لذا يجب أن نجد لهم طريقه لتفريغ هذه الطاقة. مثلاً، أن نوظفهم لحفظ نظام البلد أو تامين مكان يماسرون فيه الرياضة. والحل الأفضل هو تدريبهم وتعليمهم، ثم توظيفهم كأمن داخلي في قرانا.